منتدى بست نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى بست نت

منتدى شامل وكامل مناسب لجميع الاعمار
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس»

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد الصلوي
×÷°¯`·)» (عضو نشيط) «(·°¯`÷×
×÷°¯`·)» (عضو نشيط) «(·°¯`÷×
محمد الصلوي


مدير عام
البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس» Sans_t13
إحترام قوانين المنتدى البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس» 111010
الدولـة : اليمن
مهنتي : غير معروف
هوايتي : رياضة
الجـنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 60
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 108
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
العمر : 39
MMS ~ : 1

البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس» Empty
مُساهمةموضوع: البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس»   البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس» I_icon_minitime2010-09-24, 03:34

البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس»

مفتتح
في نقش مضمخ بعبق الفن وعبيرالشعر- إن لم يكن هو الشعر ذاته – كنقشالقصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس» لا يعدم الباحث أن يجد فيه ما يروي تطلعهويرضي طموحه, فنصوص مثل هكذا نص عادة ما تكتنز جملة من المعاني الغائرةوالدلالات المتوارية خلف حشد الكلمات والصور اللفظية المجسدة لحضورهاالمكاني, وذلك مما يكسبها خصوبة دائمة وثراء متجدداً يجعلها مرتعا خصباوميدانا مفتوحا للبحث والدراسة والقراءات المتعددة والمتباينة رؤيةومنهجا.
غير أن هذا النوع من النصوص النقشية لا يستسلم بسهولة , ولا يسلم قياده منأول وهلة , ولا يمنح الإنسان من تلك المعاني والدلالات إلا بقدر ما يمنحهمن الجهد والنصب, ذلك ما تأكد لي وأنا أعيش تجربة تحليل نقش القصيدةالحميرية «ترنيمة الشمس» لمكتشفه الدكتور يوسف محمد عبـدالله.
والنقش كما يبدو نص أدبي بامتياز - سواء أكان شعرا كما يطمح لذلك العالمانالجليلان د. يوسف محمد عبد الله (1), ود. إبراهيم محمد الصلوي(2) , أم كانابتهالا دينيا كما تنبئ بذلك بنيته النصية , فقد توفر له من جماليات الفنوإيقاع المعمار ما يسلكه في حقل الأدب , الأدب بمعناه البسيط الذي يستهدفالنفس قصد إمتاعها والتأثير فيها جماليا.
يعود اكتشاف النقش إلى العام 1973 عندما قام أستاذ الساميات بجامعة صنعاءالدكتور يوسف محمد عبدالله بزيارة بحثية برفقة بعثة أثرية يمنية إلى واديقانية في مديرية السوادية بمحافظة البيضاء حيث تم العثور على النص منقوشاعلى صخرة عالية يطلق عليها ضاحة الجذمة , ولأن النقش غريب في مبناه ومعناه, فألفاظه وطريقة كتابته لم تكن مألوفة للمكتشف ولم يجد لها مماثلا فياللغات اليمنية القديمة, ولذا لم يكن من السهل نشره وتقديمه للقارئ فورالعثور عليه , بل ظل قيد الدراسة والتحليل وإعادة النظر والعرض علىالمختصين لمدة تزيد عن عشر سنوات ولم يكتب له النشر إلا في 1988 (3) وهذاالتاريخ الطويل من المعاناة في تحقيق النص وتمحيص ألفاظه ومعانيه قد أنضجهوأخرجه في الصورة المثلى التي يستحقها.
ولتاريخ النقش وملابسات اكتشافه قصة رائعة سجلها ببراعة الدكتور يوسف محمد عبدالله ونشرها عام 1988 في العدد الخامس من مجلة ريدان بعنوان:«نقش القصيدة الحميرية أو ترنيمة الشمس(صورة من الأدب اليمني) إلى جانبدراسة مستفيضة وشارحة للجانب اللغوي في النقش , وستركز دراستنا على مقاربةالجانب الحضاري والتاريخي الذي يشي به النقش وذلك بالحفر على الدلالاتوالأبعاد الدينية والسياسية والاقتصادية في النص باعتبارها أهم الأبعادالتي يمكن من خلالها الكشف عن الوجه الحضاري لأية أمة من الأمم.
البعد الديني:
قدمت النقوش المسندية التي عثر عليها في مناطق شتى من اليمن صورة شبه متكاملة عن ديانات اليمنيين ومعبوداتهم في عصور ما قبل الإسلام, وكشفت النقوش عن أن معبودات اليمنيين كانت ذات طبيعة شمسية , فأسماء كاسم الشمس, وربع , وسحر توضح ذلك تماما, وكانت كل مملكة يمنية قديمة تمجد إلههاالخاص بأسرتها الملكية , فمملكة سبأ كانت تمجد «إلمقة « , وفي معين كماهو الأمر في أوسان كان الإله «ود» – الذي يعني الحب- هو المعبود, وفيحضرموت كان إله المملكة هو «سيان أو سين» الذي كان نعته «ذي أليم» وفيقتبان كان الإله «عم» هو الممجد(4). وقد أشار القرآن الكريم إلى أن الشمسكانت معبودة اليمنيين خلال الحقبة السبئية(5), وهي فضلا عن ذلك ربةالاتحاد الحميري(6) وكانت كل الأسماء المؤنثة في النقوش المسندية صفاتللشمس. فهي عند المعينين «نكرح» , وعند السبئيين «ذات حميم» و»ذات بعدن»و»ذات غضرن»و»ذات برن» وعند القتبانيين «ذات صخرن» و»ذات رحبن»(7)واليمنيون القدماء في عبادتهم للشمس ليسوا بدعا من الأمم الأخرى, فقدعبدها السومريون تحت اسم « أوتو utu « وعبدها البابليون تحت اسم «شمشshamash «واعتبروها إله العدالة الذي أوحى لحمورابي بشريعته الشهيرة ,و»شبش» هي إله الشمس عند الكنعانيين, وهي أنثى على عكس شمش البابليو»أوتو» السومري, أما الأشوريون فقد عبدوها تحت مسمى «شمش» أيضا وكذا«باعل» أعظم الآلهة , وعبدها الفينيقيون تحت مسميات عدة منها «شفش» ,وبنى الكلدانيون لها معابد عدة , وألهها قدماء المصريين وعبدوها تحت مسمى«رع» كما ورد لها في الديانة المصرية كذلك اسمان , «آتوم «وآتون», وزاوجقدماء اليونان – في عبادتهم لها - بينها وبين «أبوللو» حتى عدت الشمسوأبوللو وجهان لعملة واحدة , وأطلقوا عليها اسم «هيليوس»ولم يستطع المجتمعالروماني كمجتمع زراعي رعوي الاستغناء عن عبادتها, وكان «جوبتير» هو الإلهالذي يمنح المطر وضوء الشمس, بل كانت لهم عبادة شمسية إلهها الشمس وأطلقواعليها «ايلاجابال» وسموا مدينة بعلبك بـ»هليوبوليس» أي مدينة الشمس ( 8 )وكان الإله «بعل» الذي عرف داخل شبه الجزيرة العربية ,هو إله الشمس , وقدعبدته قبائل عربية متعددة وتسمت به «كعبد شمس , وامرؤ الشمس , وعبدالمحرق» وتشخصت الشمس بصنم وبنوا لها الهياكل, كما كانت عبادة الشمس سائدةعند الأنباط وأطلقوا عليها «اوروتال» وهي لفظة مركبة في اللغات الآراميةمن كلمتي «نور» و»علا» أي النور المتعالي , وأرادوا به الشمس, هذابالإضافة إلى أن الصنم «ذي الشرى» كان اسمه يعني الإله المنير , وقد ذكرياقوت الحموي أن شمسا صنم كان لبني تميم وله بيت , وكانت تعبده بنو أدكلها , وضبه وتيم , وعدي , وثور, وعكل , وكان أيضا لقوم من بني عذرة صنميقال له شمس(9) ويذكر بعض الباحثين «أن العرب كانوا يصلون للشمس «ثلاثا»إذا طلعت سجدوا كلهم لها , وكذلك إذا غربت, وإذا توسطت الفلك»(10) ولذانهاهم القرآن عن هذه العبادة الوثنية بقوله عز وجل (ومن آياته الليلوالنهار والشمس والقمر لاتسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهنإن كنتم إياه تعبدون( [فصلت37].زد على ذلك أن التقويم العربي كان تقويماشمسيا وأشهره مشتقة من الطبيعة فهي تتعلق بالحر والبرد والنمو(11) فاليمنيون – إذن – لم يكونون بدعا من الأمم الأخرى في عبادتهم للشمس ؛ولذلك لا غرو أنهم كانوا يبتهلون لها ويضرعون إليها كلما حزب بهم الأمر أوضاقت بهم السبل, فهي بلاشك مصدر كثير من النعم بالنسبة لهم. وكان رمزها فيعبادتهم قرص الشمس أو دائرة أو كتلة ويرمز لها بالنسر لسيادته وهيمنته ,أما أهم معبد للإله «الشمس» فهو معبد «المعسال» الواقع في خرائب مدينةوعلان القديمة شرق ظفار بين رداع والبيضاء على بعد 150كم إلى الجنوبالشرقي من صنعاء.(12)
وسنجد في أنشودة «ترنيمة الشمس» التي نحن بصددها مدى إيمان اليمني القديموإخلاصه للشمس ومدى ماكانت تحظى به من التقديس والإجلال. فالقصيدة منذالمطلع تبين عمق العلاقة وشدة الارتباط بـ«الشمس»
نشترن/ خير/ كمهذ/ هقحك
بصيد/ خنون/ مأت/ نسحك
المعنى:
نستجير بك يا خير فكل ما يحدث هو مما صنعت
بموسم صيد خنوان مائة أضحية سَفَحْتِ
فجملة « نستجير بك يا خير» وما بعدها تبين بعض خصائص المعبود ,فهيالمجيرة والمنقذة والمعيذة. ويفهم من قوله «صنعت» على أنها المسيرة للكونوالمتحكمة فيه , وهي التي تصرف أموره وفق إرادة الخير والصلاح ولذا استحقتأن يطلب العون منها, كما يشير النص إلى ظاهرة تقديم الأضاحي والقرابين ليسعلى المستوى الفردي بل على مستوى الطقوس الجماعية المرتبط بموسم الصيدالمقدس الذي يحتل مكانا هاما في إطار الممارسات الدينية عند اليمنيين,«وكانت ممارسته رغبة في الحصول على رضاء وحظوة المعبود , وهو شعيرة سنويةتؤدى في أوقات معينة , والفشل في عدم انجازها يجلب غضب المعبود وانتقامهوكانت مدته محدودة لا تتجاوز 20 يوما , وعادة يكون المسؤول عنه ذا مكانةعالية كـ«المكرب» أو مجموعة من رجال الدين , أما في حضرموت فكان على رأسالفرقة الملك, وكان يتبع الصيد طقوس راقصة وذبح الحيوانات المصطادة»(13) فالترنيمة إذن تضعنا من أول وهلة في جو طقوسي تعبدي ملؤه الابتهالوالضراعة إلى المعبود.
ويبدو أن المبتهل لم يجد شيئا أجدى وانفع لاستدرار عطف معبودته واستنزالرحماتها من تعداد فضائلها وعزو كل خير إليها , فهي مصدر الخير والصلاحكما هي مصدر العزة والمنعة.
وقرنو/ شعب/ ذقسد/ قسحك
ولب/ علهن/ ذيحر/ فقحك
وعليت/ أأدب/ صلع/ فذحك
وعين/ مشقر/ هنبحر/ وصحك
المعنى:
ورأس قبيلة «ذي قسد» رفعت
وصدر علهان ذي يحير شرحت
والفقراء في المآدب خبزاً أطعمت
والعين من أعلى الوادي أجريت
فالشمس في نظر المبتهل هي التي رفعت رأس قبيلة ذي قسد, وهي التي شرحت صدرعلهان ذي يحير, وهي التي أجرت الأنهار والعيون وأطعمت الفقراء والمحتاجين, وإن كان من غير الواضح كيف رفعت رأس قبيلة ذي قسد هل بنصرتها وتمكينهامن أعدائها أم بما ساقته إليهم من الخير والنعم , كما لا ندري كيف شرحتصدر علهان ذي يحير هل بهدايته ورجوعه إلى الحق والصواب أم بماذا؟ لكنالواضح أن صلاح هؤلاء ورشادهم فيه نعم وفضائل بالنسبة لرعيتهم. ولا يتوقفعطاء الشمس عند هذه النعم, بل إن فضائلها كثيرة ومتعددة.
ومن/ ضرم/ وتدأ/ هسلحك
ومهسع/يخن/ أحجي/ كشحك
المعنى:
وفي الحرب والشدة قوّيت
ومن يحكم بالباطل محقت
ويتضح من هذين السطرين السيطرة المطلقة والحضور الزماني والمكاني للشمسوقت الحرب والشدة لنصرة المؤمنين ومدهم بالدعم والقوة ضد من يخالفون الحقويحكمون بالباطل , وكل هذه المعاني تدل على مستوى من النظر الايجابيللمعبود عند اليمنيين بعكس غيرهم من الشعوب الذين انزلوا أربابهم إلىمنزلة البشر ونسبوا إليها ما ينسب للإنسان من الضعف والقصور كما هو الحالعند قدماء اليونان.وبسبب من هذا النظر الايجابي للمعبود يظهر من الترنيمةأن إنسان اليمن القديم لم يعان من أي نقص في حياته ومعيشته بفضل عطاياالمعبود» الشمس»
ونوي/ تفض/ ذكن/ ربحك
وصرف/ ألغذ/ دأم/ ذوضحك
وجهنللت/ هنصنق/ فتحك
وذي/ تصخب/ هعسمك/ برحك
وين/ مزر/ كن/ كشقحك
ورسل/ لثم/ ورم/ فسحك
المعنى:
وغدير «تفيض» لما نقص زيّدت
ولبان «إلعز» دائماً ما بيّضت
وسَحَر اللات إن اشتد ظلامه بلّجت
ومن يجأر ذاكراً نعمك رزقت
والكَرْم صار خمرا لما أن سطعت
وللإبل المراعي الوافرة وسّعت
فهذه المعاني تحمل في طياتها مقومات العيش الرغيد والرزق الوفير, فالزراعةوالتجارة إذا تهيأت أسبابهما فتحتا للإنسان بابا واسعا للرزق والمعيشةالهانئة , والشمس قد هيأت تلك الأسباب , فأنزلت الأمطار , وملأت السدودوالغدران , وانبتت العشب والمراعي وأنضجت الكروم, وبيضت اللبان وجعلتهصالحا للتجارة والربح. وفي قول المنشد:»وجهنللت/ هنصنق/ فتحك» والذي يعنيأن من فضائل الشمس تبديد حلكة الليالي ما يقوي معنى تهيئة الأسباب ,ففضلا عن الفوائد الظاهرة من وجود النهار ,فقد اثبت العلم الحديث أن عمليةالبناء الضوئي التي تحدث في النباتات بفعل الشمس هي السبب الأساسي وراءوجود الثمار ونضجها , ولذلك ندر أن تجد نبتة مثمرة في مكان لا تدخل عليهالشمس.
وزيادة في إبراز فضائل الآلهة « الشمس» يشير النص إلى دورها في وضعالقوانين وسن التشريعات , فقد أزالت كل التشريعات الزائفة والخاطئة وأبقتأصوب التشريعات وأصحها.
وسن/ صحح/ دأم/ هصححك
وكل/ يرس/ عرب/ فشحك
المعنى:
والشرع القويم صحيحا أبقيت
وكل من يحفظ العهد أسعدت
إن نعم الشمس كثيرة بل أكثر من أن تحصى فثمة نعم أخرى إلى جانب ما ذكرفأشعة الشمس كالجنود تفضح وتكشف كل من يتخذ من ظلام الليل ستارا يمارسخلفه أعماله الشريرة , وهي إلى ذلك معيدة الحقوق إلى أهلها وملبية مطالبمن يلجأ إليها , ومدافعه عن المؤمنين ضد من يشنؤهم أو يحاول الاعتداءعليهم.
ولليت/ شظم/ دأم/ تصبحك
وكل/ عدو/ عبرن/ نوحك
وكل/ هنحظي/ أملك/ ربحك
المعنى:
والليالي الغُدر بالإصباح جلّيت
وكل من اعتدى علينا أهلكت
وكل من يطلب الحظَّ مالاً كسَّبت
هذه النعم لابد أن تقابل بالشكر والثناء للإله فالاعتراف بما منحته من خيرات وأرزاق يولد مزيدا من تلك النعم والخيرات.
حمدن/ خير/ عسيك/ توحك
هنشمك/ هندأم/ وأك/ صلحك
المعنى:
الحمدُ يا خير على نعمائك التي قدّرت
وعدكِ الذي وعدتِ به أصلحت
وتختتم الترنيمة بعد هذا الابتهال والضراعة بالمقصود من الابتهال وهو طلب الرحمة واستنزال المطر:
هردأكن/ شمس/ وأك/ تنضحك
تبهل/ عد/ أيسي/ مشحك
المعنى:
أَعنِتنا يا شمس إن أنت أمطرت
نتضرع إليك فحتى بالناس ضَحّيت
استنزال المطر - إذن- هو غاية الأنشودة , ومقصد الابتهال, وهو أمرغاية في الأهمية بالنسبة لليمني القديم الذي كانت حياته تعتمد بشكل أساسيعلى ما تجود به الأرض من محاصيل ومنتجات زراعية , وانقطاع المطر يعنيانقطاع أسباب الحياة. واللافت للنظر في هذه الخاتمة أنها انتهت بما بدأتبه الترنيمة وهو السفح والتضحية»تبهل/ عد/ أيسي/ مشحك « نتضرع إليك فحتىبالناس ضَحّيت», وليس معلوما ما المقصود بالتضحية هنا وما أسبابها, هل هيتضحية سببها انقطاع المطر وجفاف الأرض حتى مات الناس جوعا وعطشا؟ فكانتالشمس وراء موتهم عندما لم ترحمهم فكأنها ضحت بهم, أم أن ثمة أضاحٍ بشريةكانت تقدم قربانا للآلهة الشمس , خاصة وأن هناك بعض النصوص النقشية التيعثر عليها في معبد الشمس بالمعسال تشير إلى ممارسة الأضاحي الإنسانية فيمابين القرنين الثاني والثالث الميلاديين.. وتذكر القتل الطقسي كشكرللإله..بمناسبة نصر عسكري(14) وهو أمر غير مستبعد في ظل ديانة جاهليةتستقي تعاليمها من البشر وممثلي الآلهة من السدنة والكهان, ويؤيد هذاالزعم ماحكاه لنا التاريخ القريب جدا من الإسلام من أن عبد المطلب نذر أنيضحي بأحد أولاده إذا بلغوا العشرة تقربا للآلهة فلما بلغوا كذلك ساهمبينهم فوقع السهم على أحب أولاده إليه وهو عبد الله والد الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم فمنعته قريش من ذبح ولده وطلبت منه أن يستشيرالكهنة , فاخبره الكهان أن يساهم بين عبد الله وبين 10من الإبل فإن الآلهةإذا رضيت جعلت السهام على الإبل ونجا عبد الله وإن وقع السهم على عبدالله زاد عشرة من الإبل حتى ترضى الآلهة ,فنفذ عبد المطلب ما طلب منهوساهم بين ولده وعشرة من الإبل فوقع السهم على عبدالله فزاد عشرة ثم ساهمومازال كذلك حتى بلغ عدد الجمال التي وقع السهم عليها مائة جمل تقرب بهاعبد المطلب لآلهة الكعبة(15).
ومما سبق يتضح: أن ترنيمة الشمس قد كشفت لنا عن جوانب مهمة من عبادات اليمنيين ومعبوداتهم يمكننا إجمالها في الآتي:
1- برزت الشمس في هذا النقش كإله أوحد ومتفرد بالابتهال ولم يظهر إلىجوارها إله آخر كالإله القومي.الذي كان يمثل في كثير من الأحيان رمزالوحدة الدينية لليمنيين.
2- غاية الابتهال في الأنشودة هو الاستسقاء واستنزال المطر, ويدل التقريرالإنكاري في أخر الأنشودة في قوله «حتى بالناس ضحيت» على أن ثمة جفاف شديدأصاب الزرع والضرع ,وأهلك الحرث والنسل مما ألجأ الناس إلى طلب العفووالرحمة من معبودتهم الشمس.وسؤال المعبود والالتجاء إليه دليل على شدةالارتباط به.
3- أشارت الترنيمة إلى طقس ديني آخر وهو الصيد المقدس الذي كان يقام بشكلجماعي في وقت معين من السنة ويترأس طقوسه الملك أو مجموعة من رجال الدين ,وقد جاء في نقش(جام949) أن ملك حضرموت «يدع إل بن ربشمس» قدم للإله سين فيأحد المواسم 35 بقرة, 82 وعلا بريا, 25غزالا و8 من الفهود(16) .
4- البنية المضمونية للابتهال عبارة عن تعداد فضائل الشمس ونعمها علىالعباد, وكلها توحي بقدرة الشمس وسيطرتها المطلقة على كل شؤون الحياة.
5- توزعت مضامين الابتهال على أربعة حقول أساسية هي: الزراعة, التجارة,الاجتماع ,والسياسية, وقد احتل حقل الزراعة مكانة الصدارة في الترنيمة بل كان الحقل المغذي لحقل التجارة , فالمنتجات التجارية في الترنيمة وهيالخمر واللبان هي في الأصل منتجات زراعية.
6- في الترنيمة صور لفظية ملتبسة المعاني والدلالات ويصعب تفسيرها على وجهواحد ومن ذلك: التضحية بالناس , رفع رأس قبيلة ذي قسد ,شرح صدر علهان ذييحير وقد أشرنا إلى ذلك فيما سبق.
البعد السياسي:
للبعد السياسي في ترنيمة الشمس حضور لافت ومميز , فمع أن النص في الأساسابتهال ديني غرضه السقيا وطلب المطر, إلا أن ثمة عدد من الإشارات يمكنناأن نستنتج من خلالها ملامح الوضع السياسي الذي كان سائدا إبان نقشها , ومنتلك الإشارات: ومهسع/يخن/ «من يحكم» , وسن/ صحح/ «الشرع القويم» , أخوت«أحلاف « , وقرنو/ شعب/ «قرنو شعب» , علهن «علهان», العز «العز», فهذهالمفاهيم والمصطلحات وأسماء الإعلام تنتمي في المقام الأول إلى منظومةالعمل السياسي. فمفهوم «الحكم « يدل على وجود سلطة سياسية تنظم حياةالناس وترعي شؤونهم , ويدل مفهوم «الشرع القويم» على أن ثمة قوانين وشرائعتنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم, وبين المحكومين فيما بينهم, كما يدلمصطلح «أحلاف(17)» على طبيعة العلاقة القائمة بين ممالك المنطقة , أماكلمة «شعب» الذي تترجم – عادة - في النقوش المسندية بكلمة قبيلة ,فسنرجئالحديث عنها وعن معانيها ودلالاتها المختلفة إلى مابعد الكشف عن اسمي«العز» و» علهان», كون أسماء الأعلام في النقوش اليمنية تعد بحسب دإبراهيم الصلوي أحد المصادر الموثوق بها لدراسة البيئة اليمنية ومعالمهاالسياسية , والجغرافية, والثقافية, والدينية ,» فما ورد من أعلام الناسفي النقوش اليمنية لا تقل أهمية عما احتوته هذه النقوش من أخبار ومعلومات, إذ تقدم لنا مادة غزيرة يستفاد منها في معرفة الكثير عن بيئة اليمنالقديم وما احتوته من معالم... كما تقدم معلومات هامة وغزيرة , تساعد علىمعرفة الكثير عن ديانات اليمنيين القدماء , وما عبدوا من آلهة مختلفةورموزها وطقوس عبادتهم لها. (18)
تحقيق الاسمين ودلالة الجمع بينهما في متن النقش:
لاشك أن تحقيق الأسماء في النقوش القديمة ومقاربة أنسابها أمر ليس بالهينخاصة إذا جاء الاسم مفردا ومجردا من صفاته وألقابه الرسمية, كما هو الحالفي هذا النقش , ومن أجل تجاوز هذه المشكلة والوصول إلى تحقيق سليم لهذينالاسمين فقد وضعنا عددا من الفرضيات منها:
1- أنهما لم يذكرا في النص إلا لعظم شانهما ومكانتهما في القوم.
2- أن ثمة قضية أو موقف حياتي يجمع بينهما.
3- أن أحدهما قد يكون معاصرا للآخر.
وبالرجوع إلى الدراسات التاريخية والنقشية اتضح أن هذه الفرضيات لا تنطبقتمام الانطباق إلا على الملكين: السبئي: علهان نهفان بن يريم أيمن ,والحضرمي: إلعزيلط بن عم ذخر, وتؤكد أغلب تلك الدراسات أنهما عاشا في فترةواحدة أرجعها بعضهم إلى الفترة الممتدة مابين أواخر القرن الثاني وأوائلالقرن الثالث الميلادي (19)
كان علهان نهفان من أعلام ملوك سبأ التبعية في ذلك العصر حتى أن اسمه بقي في ذاكرة الأجيال فقال أسعد تبع الحميري بعد زمن طويل :
وشمر يهرعش خير الملوك
وعلهان نهفان قد اذكر(20)
وعندما تولى عرش سبأ بدأ ببسط سيادته على سائر أراضي سبأ – أو مخاليف سبأ- ووجه حملة إلى مناطق خولان «الجديدة» في صعدة وما يليها من أعالياليمن(21) وقد ذكر نشوان الحميري أنه لما تولى الحكم « أوسع الناس رغبةورهبة وشملهم عدله , وأقام فيهم سلطانه فرهبوا , واستعمل ابنه في أرض حمير«(22) والمقصود بابنه هو شعر أوتر الذي شارك والده في الحكم قبل أن يخلفه, ويبدو أن اشتراك ملكين أو أكثر في الحكم كان أمرا معهودا لدى دول اليمنالقديم فقد ذكرت النقوش أن علهان نهفان نفسه سبق له وشارك والده يريم أيمنبن أوسلة رفشان ملك سبأ وذي ريدان في الحكم «(23)
إبان تولي علهان الحكم كان المد الحميري الريداني في تعاظم شديد بحيثأصبح يشكل - بما مارسه من ضغوط على الدولة السبئية(24) - مصدر تهديد وخطرعلى أمنها واقتصادها وسلامة أراضيها , الأمر الذي دفع علهان نهفان للبحثعن حليف لمواجهة هذا الخطر, « فوجه نظره صوب حضرموت الدولة البحريةالمزدهرة والبعيدة عن المد الريداني وعقد حلفا مع ملكها آنذاك «يدع إل» ,إثر لقاء تم بين الملكين في منطقة ذات غيل بأرض قتبان»(25) وقد انضم إلى الحلف السبئي الحضرمي الملك «جدرت» ملك الحبشة وذلك بهدف إضعاف حميرالمنافس الرئيسي له في تجارة البحر الأحمر , وبعد مواجهة عسكرية تمكنالحلف الثلاثي من تحقيق أهدافه واستطاعت حضرموت الوصول إلى الهضبة الغربيةوضمت إليها أراضي ردمان وغدت جارا وشريكا لكل من سبا وحمير في الهضبةالغربية(26) وبهذا أصبحت المناطق التي تتبع حاليا محافظة البيضاء - ومنهاأراضي وقرى وادي قانية التي عثر فيها على نقش «ترنيمة الشمس» - جزءا منأراضي مملكة حضرموت المزدهرة اقتصاديا , وذلك يعني أن المناطق التي انضمتإليها حديثا ستنال حتما نصيبها من ذلك الرخاء والازدهار الاقتصادي, وهذاما يفسر سر احتفاء ناظم الترنيمة بلبان «إلعزيلط» ملك حضرموت, واعتبارتبييضه ليكون صالحا للتجارة من نعم وفضائل معبودته الشمس.
توطدت علاقة سبأ بحضرموت - إثر الوضع الذي أفرزه تحالفهما- بشكل قوي, وبلغت العلاقة أوج ازدهارها عندما توجت بعلاقة مصاهرة بين ملكي الدولتين,فقد أشارت الدراسات التاريخية والنقشية إلى أن علهان نهفان حينما تحالف معملوك حضرموت زوج أحدهم وهو إلعزيلط ابنته لتدعيم هذا التحالف(27) ويبدو أنإلعزيلط عندما تزوج «ملك حلك» بنت «علهان نهفان» لم يكن هو صاحب السلطةالأول الذي يتصدر اسمه «اللقب الملكي» كون النقوش التي أشارت إلى حلفعلهان نهفان مع حضرموت ذكرت ملوكا غيره هم «يدع إل» و»يدع أب غيلان»(28),ولكن المؤكد أنه كان المؤهل لتولي الحكم بعد من ذكرتهم النقوش, أو أنهاستولى عليه(29), والمؤكد أيضا أن العلاقة بين السبئيين والحضارمة لم تصلغاية ما وصلت إليه من المتانة والوئام إلا بعد أن أصبح «إلعزيلط» هو الملكالفعلي وصاحب القرار الأول في المملكة الحضرمية التي اعتلى عرشها نحو عام218م, بدليل أن نقش الترنيمة لم يحتفي إلا به وبختنه علهان نهفان , بل إنبعض الدارسين يرى أن «إلعزيلط» هو الملك الحضرمي الوحيد الذي يُعرف وبصورةمؤكدة أن نفوذه قد بلغ ردمان ذلك الموقع الاستراتيجي الهام بين أراضي سباوقتبان وحمير(30).
ظل حلف «علهان نهفان» و«إلعزيلط» وعلاقة المصاهرة التي جمعت بينهما علىمستوى عال من الود والوئام والمتانة , وعندما توفى «علهان» خلفه ابنهوشريكه في الحكم «شعر أوتر» الذي يعد أشهر ملوك الأسرة التبعية الهمدانيةالتي أسسها «يريم أيمن بن أوسلة رفشان» , كما يعد من بين أشهر ملوك اليمنالقديم نظرا لنفوذه الكبير وسيطرته على معظم أراضي اليمن في محاوله منهلتوحيدها في دولة مركزية قوية تستطيع مواجهة الجبهة الحبشية(31), ولأسبابغير معروفة ساءت - في عهده - العلاقة بين مملكتي سبأ وحضرموت وتحول الودالذي كان بين أبيه وبين الملك «إلعزيلط»ملك حضرموت إلى عداء شديد, ترجمه«شعر أوتر» بشن حرب مباغته على صهره وزوج أخته «إلعزيلط» , ودارت بينهمامعركة قوية في منطقة «ذات غيل» بأرض «قتبان», نتج عنها أسر «إلعزيلط»واصطحابه إلى مأرب وقتل كل أولاده ووزرائه ومعاونيه, كما تمكن الجيشالسبئي من الوصول إلى قصر «شقير» بمدينة «شبوة» , بهدف تحصين القصروالمرابطة فيه لحماية وحراسة سيدتهم «ملك حلك» أخت الملك «شعر أوتر».(32)
ونستطيع بعد هذا الاستعراض لعلاقة «علهان» بـ»إلعزيلط» أن ندون جملة من الاستنتاجات , منها:
1- أن نقش ترنيمة الشمس بما حمله من إشارات ذات بعد سياسي كأسماء الأعلامقد مكننا من معرفة الوضع السياسي السائد في ذلك الوقت كما مكننا من معرفةطبيعة العلاقات والتحالفات السياسية التي ربطت بين زعماء الممالك اليمنيةفي العصور القديمة.
2- نرجح أن تاريخ نقش ضاحة الجذمة «ترنيمة الشمس» يعود إلى فترة الحلفالسياسي بين «علهان نهفان» و»إلعزيلط», وعلى وجه التقريب إلى الفترةالممتدة بين 218-223(33) ويستبعد تماما أن يكون قبله , كما يستبعد أن يكونبعد تلك الفترة لأن أراضي المنطقة الغربية وردمان ومنها أراضي وقرى وادي قانية التي عثر فيها على النقش, خرجت من تحت السيطرة الحضرمية إثر الحربالتي شنها شعر أوتر وأصبحت في عهد الملك الريداني «شمر يهحمد» من مناطقالنفوذ الحميري(34) .
3- كشف النقش عن علاقة وطيدة بين الدين والسياسة في ذلك الوقت إلى درجة أصبحت فيه المفردات السياسية جزءا من الطقوس الدينية.
4- وجود مصطلحات سياسية في النقش مثل: الحكم, الشرع, الأحلاف, الشعب, يدلعلى وجود نظام سياسي - أيا كان شكله- ولكنه يستند إلى قاعدة شعبية ومنظومةمن القوانين والتشريعات وهو ما يؤكد مدى التطور الحضاري الذي وصل إليهاليمنيون.
5- جاء ذكر الملكين «علهان» و«العز» في سياق التوسل بأعمالهم والتقرب بهاللآلهة, وكأن الأعمال التي ينجزونها أفعال مباركة ومرضي عنها من الآلهة,وهذا يؤكد ماكان سائدا في العصور القديمة من تقديس للزعماء وتنزيههم عنالخطأ , ويفسر في الوقت ذاته أسباب تخلي قادة الملكة بلقيس ومستشاريها عنمسؤوليتهم في اتخاذ القرار المناسب بشأن كتاب سليمان عليه السلام وإرجاعالأمر إليها قائلين « وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَاتَأْمُرِينَ» وكأن ما ستقرره هو الصواب بعينه.
البعد الاقتصادي :
توحي الأسماء الرديفة لترنيمة الشمس – ومنها «أنشودة المطر»(35) و«أنشودة الاستسقاء»(36) - بأننا إزاء ترتيله ذات بعد اقتصادي بامتياز,وبتفحص البنية اللغوية للترنيمة وإشاراتها المتنوعة سنجد أنها انتظمت ثلاثة مناشط اقتصادية مثلت العمود الفقري لاقتصاد الدول والممالك اليمنيةالقديمة, تلك هي: الزراعة , الري , التجارة.
أولا: الزراعة والري.
لا مراء في أن الزراعة - التي تستنزل الترتيلة لها المطر, وما تثمره منمحاصيل نقدية وتجارية - تعد أهم دعامات الاقتصاد في اليمن القديم , ففضلاعن حاصلات الحبوب التي تشكل المصدر الأساسي للغذاء فقد كانت الزراعة هيالمغذي الرئيسي للنشاطات التجارية التي عرفها اليمن القديم.
تعود معرفة اليمنيين بالزراعة إلى وقت مبكرمن التاريخ الإنساني فقد»اثبتالدراسات الأثرية التي أجريت مؤخرا في ردمان وفي خولان وفي وادي الجوبة أنالمنطقة عرفت الزراعة وإنتاج الغذاء منذ العصور البرونزية التي يعودتاريخها لأواخر الألف الرابع وبداية الألف الثالث ق.م «(37) وبفضل هذهالمعرفة تمكن اليمنيون من تأسيس حضارة زراعية بلغت أوج ازدهارها في الألفالأول ق.م, وكان ميلادها إيذانا باستقرار اليمنيين واختفاء ألوان منالبداوة في حياتهم وهو ما مكنهم من النهوض الاقتصادي والتطور الاجتماعيوبناء حضارة من أعرق الحضارات الإنسانية.
وعلى الرغم من أن اليمنيين قد عرفوا زراعة الحبوب كالقمح والذرة والشعيروالدخن والكروم والنخيل والكتان والرمان والطيوب وغيرها(38) إلا أنالترنيمة لم تذكر من تلك الحاصلات إلا «صلع» اي الخبز, و«وين» أي الكرمأو العنب , وباعتقادي أن كاتب النقش لم يكن يعرف إلا هذه الحاصلات,فالبيئة التي يعيش فيها وهي منطقة قانية لا تعرف إلا زراعة الحبوب وعلىوجه التحديد الذرة والقمح والشعير التي يتم تحضير الصلع/الخبز منها, أماالكروم فلم تشتهر المنطقة بزراعتها ولكنها كانت تزرع في مناطق جارتهم سبأالحليف الجديد لمملكة حضرموت التي أصبح كاتب الترنيمة ينتمي إليها, وقدارتبطت زراعتها بإنتاج وتجارة الخمور وتصديرها إلى الدول المجاورة , فهيبالنسبة له ثروة قومية يجب شكر الآلهة عليها لأن ازدهارها هو في الأساسازدهار لاقتصاد بلده, ولعل اهتمام الناظم بـ«لبان العز» خيرما يقوي هذاالاستنتاج ويسنده, فشجرة boswellia sacra التي يخرج منها اللبان على شكلقطرات(39) لم تكن تتواجد إلا في حضرموت والمناطق الممتدة بينها وبين ظفارعمان , ومع ذلك فقد شملتها الترنيمة بالذكر والدعاء.
إن حرارة الابتهال والضراعة التي تشع من الترنيمة تشي بأن ثمة جدب وقحطأهلك الحرث والنسل بسبب سوء علاقة الناس بمعبودهم, فجاء الشاعر كي يرممتلك العلاقة ويعيد لها وهجها وذلك بالاعتراف بأن الشمس مصدر كل خير وصاحبةكل فضل عليه وعلى قومه الذين قصروا في عبادتها فكان جزاؤهم من جنس العمل.
وقد ذكر الناظم في سياق تعداده لفضائل الشمس عددا من النعم التي تنتمي إلى حقل الزراعة والري هي :
وعين/ مشقر/
هنبحر/ وصحك
ونوي/ تفض/
ذكن/ ربحك
وجب/ يذكر/
كلن/ ميحك
المعنى
والعين من أعلى
الوادي أجريت
وغدير «تفيض»
لما نقص زيّدت
وبئرٌ «يذكرٌ»
حتى الجمام ملأت
واهتمام الشاعر بهذه المصادر المائية :العين الجارية , وغدير «تفيض» وبئرٌ «يذكرٌ» دليل على أن الزراعة أصبحت - في الحقبة التي عاشها- تعتمدبشكل كبير على طرق الري المختلفة, وليس على مياه الأمطار كما كان عليهالحال سابقا عندما كان مصدر الري الوحيد للزراعة هو مياه الأمطار المنهمرةطوال العام , «فحتى القرن الخامس ق.م كان المناخ في اليمن أشد رطوبة...وكانت الوديان حافلة بنباتات عشبية متناثرة وتعيش فيها وفرة منالحيوانات..وكانت شروط معاش الإنسان سهلة نسبيا: فهو يعيش من الصيد ومنجمع الثمار (القطاف) ولم تكن الحاجة للري قد بدأت تفرض نفسها بعد(40) وفيغالب الظن أن تلك الفترة هي التي أشار لها القرآن الكريم في قول اللهتعالى: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْيَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُبَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ([سبأ/15]يقول المفسرون :إن اليمنكانت أخصب البلاد ,وكانت المرأة تخرج وعلى رأسها طبق فارغ وتسير بينالأشجار فلا تصل إلى حيث تريد إلا والطبق قد امتلأ فاكهة، مما تسقطهالرياح، دون أن تمد يدها إلى شيء من ثمرها(41). غير أن هذا المناخ لميستمر وأخذ في الانحسار تدريجا منذ الألف الرابع حيث «بدأ طور يستقر منالجفاف, فصارت الأنهار تجري بغزارة أقل , والنباتات أضحت أكثر ندرة ومصادرغذاء السكان تتناقص , وكان لابد للمحافظة على شروط الحياة ذاتها من الحصولعلى الغذاء بواسطة الزراعة من خلال بذر الحبوب على طمي الوديان بعدماينقضي موسم جريان المياه»(42) وقد بلغ من تغير المناخ أن أصبحت الأمطارلا تفي بحاجة المزروعات الأمر الذي دفع اليمني القديم إلى ابتكار وسائلجديدة لتوفير المياه , فشيد السدود لحجز مياه الأمطار وحفر الآبار وشقالقنوات وأوصل عن طريقها الماء إلى أرضه ومزرعته ,يقول:اغناطيوسغويدي:اليمنيون هم أهل فلاحة منذ أقدم العصور خاصة وأن ظروف اليمنالجغرافية عوامل مساعدة كخصب الأرض وكثرة مياه العيون والآبار»(43).
ومن الواضح أن وسائل الري المذكورة في الترنيمة من عمل الإنسان وانجازه ,فالآبار تحتاج إلى الحفر والبناء , وأغلب العيون لا تفجر إلا بعد توفيرمجرى أرضي لها , وتوحي ترجمة الشارح للغدير بـ»الشق أو الأخدود» بأن ثمةيد قامت بشقه, أما إذا اعتبرنا معنى الغدير النهر أو مجرى السيل الكبيرففي كلا الحالتين لابد للاستفادة من المياه التي تجري من تدخل الإنسانوجهده, وأقل ذلك هو شق القنوات والسواقي. ويبدو من السياقات اللغوية أنالشاعر يعرف تمام المعرفة وسائل الري تلك. وغالب الظن أنها من بيئته, فهويطلعنا على أسمائها وأحوالها ,ونعلم منه أن هناك غدير «تفيض» وبئرٌ اسمه«يذكرٌ», وان غدير «تفيض» قد نقص تدفقه ذات مرة ربما بسبب الجفاف ثم عاودتدفقه بفضل الشمس,أما بئرٌ «يذكرٌ» فيبدو انها امتلأت بالماء منذ المرةالأولى لحفره, وعين/ مشقر/ يتدفق ماؤها من أعلى الوادي وليس من أي مكانآخر فيه ومعنى ذلك أن كل مساحة الوادي يتم استغلالها بالزراعة وهو ما يدلعلى الخير الوفير.
ان ممارسة الزراعة لم توفر غذاء الإنسان فحسب بل وفرت كميات كبيرة منالحشائش والأعلاف وهذا بدوره شجع اليمنيين على تربية مختلف المواشيوالحيوانات اللاحمة: كالأغنام والأبقار والإبل (الجمال) والماعز , وقدأشارت الترنيمة إلى نوع من تلك المواشي وهي الإبل وأفردتها بالذكر دونغيرها , ربما لما لها من أهمية , فقد «مثلث الإبل خاصية متفردة بل احتلتالمكانة الأولى دون غيرها من الحيوانات , في التكيف مع البيئة المتغيرةوالمتنوعة , فالإبل ليست فقط الواسطة الرئيسية للركوب والنقل بل كانوايأكلون لحومها , ويشربون ألبانها ويكتسون من أوبارها وبها يقيمون ثروتهم ,ويمهرون بها في الزواج , كما تخدمهم في الحرب ويفتدون بها أسراهم , ولعظمشأنها خصها القرآن بالذكر في قوله تعالى: ( أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَىالْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ([الغاشية/17]. (44)
ثانيا: التجارة
حازت اليمن إلى شهرتها كبلد زراعي - وصف لكثرة خيراته بـ»اليمن السعيد»-شهرة تجارية بلغت الآفاق , ففضلا عن الطيوب التي كان اليمن يحتكر إنتاجهافان « توسطه بين أمم العالم القديم جعلته واسطة التجارة بينها من أقدمأزمنة التاريخ فكان بين الهند واليمن علاقات تجارية لايعرف أولها , وكانللهند محصولات ومصنوعات يحتاج إليها المصريون والأشوريون والفينيقيونوغيرهم فكان اليمنيون ينقلون هذه المحتاجات إلى تلك الأمم في سفنهمالبحرية والقوافل التجارية «(45) وزاد من أهمية اليمن بالنسبة للتجارةالعالمية قربه من أفريقيا حيث تتوفر سلع مرغوبة لدى الدول المتحضرة خاصةالتي تحيط بالبحر الأبيض المتوسط.
وسنقتصر في حديثنا عن تجارة اليمن القديم على تلك التلميحات التي وردت في نص ترنيمة الشمس , وتحديدا في قول الناظم :
وصرف/ الغذ/
دأم/ ذوضحك
ولبان «إلعز» دائماً ما بيّضت
وأيضا:
وين/ مزر/
كن/ كشقحك
والكَرْم صار خمرا لما أن سطعت
ففي السطرين إشارة إلى اثنتين من المنتجات التجارية التي اشتهر اليمن بها ,وهما: اللبان/ صرف, والنبيذ /مزر.
1 - اللبان/ صرف.
كان اللبان أهم سلعة تجارية تحتكر اليمن إنتاجه و»كانت مملكة حضرموتتمتلك آنئذ كافة المناطق المنتجة للبان مثل: (سأكلان) اليوم ظفار العمانية,(مهرة)اليوم المهرة, (سكرد) اليوم جزيرة سقطرة..وبالنسبة للدول والممالكالموجودة في الشمال فقد كانت تقوم بدور الوسيط بين حضرموت ودول البحرالمتوسط, وكانت تجني من وراء ذلك منافع كبيرة بفضل توفير الركوبوالحيوانات والدواب والكلأ والماء وقوات الحماية(46) أي أن فوائد اللبانلم تقتصر على منطقة دون أخرى من مناطق اليمن.
كان اللبان يخرج على شكل قطرات من شجرة boswellia sacra.. ثم يجمعبكميات كبيرة في معبد شبوة حيث كان يخضع للضريبة, وكان المهربون والمزورونيعاقبون بالموت(47) وبعد استقطاع الضريبة - عشرة في المائة - في شبوةعاصمة حضرموت آنذاك, تبدأ القوافل رحلتها التجارية فيتحرك بعضها باتجاهمينا»قنا « بالقرب من «أبيارعلي» كي يتم شحنه على السفن وتصديره إلى مصروبلدان أخرى , وبعضها ينطلق باتجاه صحراء الربع الخالي مخترقا رملةالسبعتين, مارا بمأرب ونجران وديدان إلى أن يصل غزة ومنها إلى البتراء فيالأردن , وهناك تفرغ القوافل حمولتها لتباع بمبالغ باهظة, ويذكر»ناجيلغروم» أن أفضل اللبان كان يكلف عام 75م ستة دنانير رومانية مقابل نصفكيلو, وهو يساوي أكثر من راتب معظم الرومانيين عن أسبوعين, في حين أن نصفكيلو من اللادن (الصمغ) يباع بأربعة دنانير, ونصف كيلو من المر (الذي كانمرغوبا بشدة بوصفه دواء) يصل إلى خمسين دينارا(48) ولاشك فقد أسهم هذاالدخل الوفير في استقرار الممالك اليمنية المتقاربة وأتاح لها فرصةالتعايش طويلا , وإذا احتك بعضها ببعض بين الفينة والفينة لاصطدام وقتيبين المصالح أدى إلى اختلال في الموازين بينها فإنها لا تلبث أن تجدالسبيل إلى الوفاق والسلام الذي لولاه ما ازدهرت تلك التجارة(49) وقد بلغمن ذكاء اليمنيين وحرصهم على تجارة اللبان والبخور أن أحاطوها بهالة منالأساطير , وتحدثوا عن طقوس دينية معينة تتبع عند جني المحصول ,كما تكتمواعن أشجارها ولم يتيحوا لغيرهم رؤيتها لعدة قرون(50), وهو ما حافظ علىارتفاع أسعارها خاصة في ظل تزايد الطلب عليها من قبل الرومان والمصريينالذين استخدموها كمواد أساسية في طقوس المعابد وفي الشعائر الجنائزية منذالإمبراطورية القديمة (2500سنة)(51), وأما على المستوى المحلي/الداخليفتمثل حرص اليمنيين على تجارتهم في سن القوانين والتشريعات المنظمةلممارستها وتداول سلعها, ونصت تلك القوانين على جميع الحقوق والواجباتوالعقوبات الصارمة في حق المخالفين(52).
2 - النبيذ /مزر
ساعد تنوع المناخ في اليمن على تنوع المنتجات الزراعية ,فهناك مناطقمعتدلة طوال السنة تصلح لزراعة البن , وهناك مناطق حارة تصلح لزراعة الخضار وهناك مناطق باردة تصلح لزراعة العنب والفاكهة, وقد تركزت زراعةالعنب – المادة الأولى في صناعة الخمر- في عدد من الوديان ومدرجات الجبالهي من الكثرة بحيث يصعب استيعاب ذكرها في هذا الحيز(53), وقد أثبتت النقوشالعربية الجنوبية وأخبار الجغرافيين القدماء ,أن الكروم زرعت في اليمن منذعصور قديمة(54) ويشير الدكتور «جواد علي» إلى قدم زراعة الأعناب بأنواعهاالمختلفة في اليمن فيقول: كان أهل اليمن كما يظهر من نصوص المسند يكثرونمن زراعة الأعناب ويربحون من زراعتها كثيرا بدليل ورود كثير من النصوصالزراعية وفيها أن أصحابها غرسوا أعناب في المناطق الفلانية والفلانية أوورثوا المزرعة الفلانية وفيها أعنابا كثيرة, وبدليل حفر صور أغصان العنبوعناقيدها في الأشجار وإبرازها على الألواح المصنوعة من الجبس أو حفرهاعلى الأخشاب للزينة والزخرفة وتفننهم في ذلك(55) ويؤكد قدم وجود العنب فياليمن وتعدد مناطق زراعته ماعرف من أشكاله وأنواعه المختلفة وقد عدالهمداني عشرين نوعا من العنب تزرعها محافظة صنعاء(56) , وهذا يدل علىوفرة واسعة في محاصيل العنب دفعت إلى توسيع استخدامه, فاتخذ منه النبيذوالخمر والزبيب, وتم تصدير الفائض إلى الدول والممالك المجاورة , وقد ذكراسترابو: أن خمرة اليمن كانت من العنب والنخيل , ولهم معاصر عرفت فيالنقوش باسم (موهتن) وكانت في البيوت والحوانيت وهي عبارة عن حجرين صخريينفي الأعلى منهما ثقب لإدخال العنب والحجر الأسفل مثبت بخيط يشبه الساقيةليجري إليه العصير(57) وفي رسالة الباحثة بادية حسين حيدر التي أشرفعليها الدكتور إحسان عباس تفصيل شديد لأنواع الخمر وأسمائها وألوانها وطرقتحضيرها والفائدة التي كان اليمنيون يجنونها من زراعة الكروم وتصديرها بعدتجفيفها أو تحويلها إلى أشربة مسكرة. وهو ما يدل على أن هذه السلعة كانت أحد مصادر الدخل القومي عند اليمنيين إلى أن حرمت مع مجيءالإسلام.
هوامش وإحالات:
1 - ينظر: نقش القصيدة الحميرية أو ترنيمة الشمس(صورة من الأدب اليمني), يوسف محمد عبد الله , مجلة ريدان , صنعاء, العدد 5, 1988.
2 - ينظر: نفسه.
3 - ظواهر لغوية في لهجات اليمن القديم, إبراهيم محمد الصلوي, مجلة كلية الآداب , جامعة صنعاء, العدد 17, 1994, ينظر: ص62..
4 - الديانة , والتر موللر , ضمن كتاب: اليمن في بلاد مملكة سبأ, معهد العالم العربي,باريس ودار الأهالي , دمشق, 1999, ص122.
-5 قال الله تعالى (وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّيوَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَاعَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْدُونِ اللَّهِ..(24)( [النمل].
6 - ينظر:التشريعات في جنوب غرب الجزيرة العربية حتى نهاية دولة حمير,نورةعبد الله النعيم ,مكتبة الملك فهد الوطنية, الرياض , 2000, ص77.
7 - تاريخ اليمن القديم ,محمد عبد القادر بافقيه, المؤسسة العربية للدراسات والنشر , بيروت , 1985, ص203.
8 - ينظر على التوالي: مغامرة العقل الأولى , فراس السواح , دار علاءالدين , دمشق ط11, 1996, ص382 - الديانات الوضعية المنقرضة, محمد العريبي, دار الفكر اللبناني, بيروت ,1995, ص59- رموز وطقوس , دراسات فيالميثولوجيا القديمة , جان صدقة , رياض الريس , لندن 1989, ص 116 - فجرالضمير , جميس هنري بريستد, ترجمة :سليم حسن , الهيئة المصرية العامةللكتاب , القاهرة , 1999, ص43 - دين الإنسان , فراس السواح ,منشورات دارعلاء الدين ,دمشق , ط4 , 2002 ص97.
9 -أديان ومعتقدات العرب قبل الإسلام , سميح دغيم , دار الفكر اللبناني, بيروت , 1995, ص145,
10 - قبيلة جرة ودورها السياسي في تاريخ اليمن قبل الإسلام , منذر عبد الكريم البكر , مجلة دراسات يمنية, العدد32, 1988 ,ص54.
11 - قبيلة جرة ودورها السياسي في تاريخ اليمن قبل الإسلام ,ص54.
12 - حضارة العرب قبل الإسلام, جاك ريكمنس, ترجمة :على محمد زيد , مجلة دراسات يمنية, العدد28, 1987 ,ص126.
13 - التشريعات في جنوب غرب الجزيرة العربية حتى نهاية دولة حمير, ص79,78. وينظر مصدره.
14 - الديانة عند قدماء اليمنيين ,أسمهان سعيد الجرو, مجلة دراسات يمنية, العدد48, 1992 ,ص346. وينظر مصدره.
15 - السيرة النبوية , ابن هشام , تحقيق :مصطفى السقا وآخرون, تراث الإسلام, القاهرة , ص151ومابعدها.
16 - الديانة عند قدماء اليمنيين , ص346.
17 - التحالفات السياسية من أهم الدلائل على تطور الوعي الحضاري, وذلك لما توفره من الاستقرار والازدهار والتعاون بين المختلفين.
18 - أعلام يمنية قديمة مركبة,دراسة عامة في دلالاتها اللغوية والدينية ,إبراهيم محمد الصلوي , مجلة دراسات يمنية, العدد38, 1989 , ص124.
19 - يراجع في ذلك: تاريخ اليمن القديم ,محمد عبد القادر بافقيهص101ومابعدها , موجز التاريخ السياسي لجنوب شبه الجزيرة العربية –اليمنالقديم , أسمهان سعيد الجرو , مؤسسة حمادة للخدمات والدراسات الجامعية ,اربد الأردن , 1996 ص222ومابعدها.انتشار العرب البداة في اليمن , روبانكرستيان , ترجمة: علي محمد زيد ,دراسات يمنية , العدد42, 1990 , ص 96.الأوضاع السياسية في دولة سبأ خلال القرن الثالث الميلادي , عبد الله أبوالغيث , مجلة :الإكليل , العددان: 30/29, 2006, ص 47.
20 - الجديد في تاريخ دولة وحضارة سبأ وحمير , محمد حسين الفرح , إصدارات وزارة الثقافة والسياحة , صنعاء, 2004 , ص427.
21 - نفسه , ص427.
22 - ملوك حمير وأقيال اليمن , قصيدة نشوان وشرحها , تحقيق: إسماعيلالجرافي , علي إسماعيل المؤيد, دار العودة بيروت , ودار الكلمة صنعاء ,1978 , ص58
23 - الأوضاع السياسية في دولة سبأ خلال القرن الثالث الميلادي, ص 47.
24 - استمال الحميريون بعض قبائل جارتهم سبأ وحرضوهم على العصيان والتمردعلى السلطة المركزية كما حدث مع قبائل خولان الذين كانت أراضيهم تقع حولصعدة وتمتد إلى منحدرات السراة وتهامة مما ضيق الخناق على سبأ وحرمها منالمنافذ البحرية وخيرات التجارة. ينظر: مختارات من النقوش اليمنية القديمة, ,ص 45.
25 - موجز التاريخ السياسي لجنوب شبه الجزيرة العربية –اليمن القديم, ص221.
26 - نفسه, ص221.
27 - توحيد اليمن القديم , الصراع بين سبأ وحمير وحضرموت من القرن الأولإلى القرن الثالث الميلادي , محمد عبد القادر بافقيه , المعهد الفرنسيللآثار والعلوم الاجتماعية , صنعاء , 2007, ص 260. الممالك المتحاربة,ص181.
28 - نشر نقوش سامية قديمة من جنوب بلاد العرب وشرحها , خليل يحيى نامي ,المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية , القاهرة , 1943, نقش رقم 19, ص25.و ينظر: نقش رقم 308 كوربوس.
29 - الجديد في تاريخ دولة وحضارة سبأ وحمير , ص444.
30 - مختارات من النقوش اليمنية , محمد عبد القادر بافقيه وآخرون, المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم , تونس 1985ص 48.
31 - أوراق في تاريخ اليمن وآثاره , يوسف محمد عبد الله ,دار الفكر, بيروت , 1990, ص313.
32 - ينظر:نقوش مسندية وتعليقات ,مطهر علي الإرياني , مركز الدراساتوالبحوث اليمني صنعاء ,1990 ص116, 117.موجز التاريخ السياسي لجنوب شبهالجزيرة العربية –اليمن القديم, ص223, 224. الممالك المحاربة , كريستيانروبان , ضمن كتاب اليمن في بلاد مملكة سبأ , ص 184. تاريخ اليمن القديم ,ص41, 104 وما بعدها. الجديد في تاريخ دولة وحضارة سبأ وحمير ,ص444ومابعدها.
33 - في عام 218 توج إلعزيلط ملكا على حضرموت , وفي عام 223بدأ الصدام بينه وبين شعر أوتر , ينظر: الممالك المحاربة, ص181.
34 - ينظر:موجز التاريخ السياسي لجنوب شبه الجزيرة العربية –اليمن القديم,ص226. توحيد اليمن القديم , الصراع بين سبا وحمير وحضرموت من القرن الأولإلى القرن الثالث الميلادي,ص158.
35 - نقش القصيدة الحميرية أو ترنيمة الشمس(صورة من الأدب اليمني), ص92.
36 - التسمية للدكتور إبراهيم محمد الصلوي, ينظر: ظواهر لغوية في لهجاتاليمن القديم مجلة كلية الآداب , جامعة صنعاء, العدد 17, 1994, ص62.
37 - التشريعات في جنوب غرب الجزيرة العربية حتى نهاية دولة حمير, ص93.
38 - نفسه, ص93.
39 - طيوب اليمن ,ناجيل غروم , ضمن كتاب :اليمن في بلاد مملكة سبأ, معهد العالم العربي,باريس ودار الأهالي , دمشق, 1999, ص70.
40 - بدايات الري , أولي برونر , ضمن كتاب :اليمن في بلاد مملكة سبأ, ص53.
41 - ينظر: البحر المديد , لأبي العباس: أحمد بن محمد بن المهدي بن عجيبةالحسني الإدريسي الشاذلي دار , دار الكتب العلمية , بيروت,ط2 ,2002 م,6/73.
42 - بدايات الري, ص53.
43 - محاضرات في تاريخ اليمن والجزيرة العربية قبل الإسلام , اغناطيوسغويدي ترجمة :إبراهيم السامرائي ,دار الحداثة ,بيروت ,1986, ص67.
44 - الأعراب في تاريخ اليمن دراسة من خلال النقوش , علي عبد الرحمن الأشبط ,إصدارات وزارة الثقافة والسياحة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ماهر الطاهش
¤©§][عضو ذهبي][§©¤
¤©§][عضو ذهبي][§©¤
ماهر الطاهش


نائب مدير
البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس» Sans_t13
إحترام قوانين المنتدى البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس» 111010
الدولـة : اليمن
مهنتي : طالب
هوايتي : السباحة
الجـنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 936
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 1310
تاريخ التسجيل : 08/09/2010
العمر : 29

البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس» Empty
مُساهمةموضوع: رد: البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس»   البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس» I_icon_minitime2010-09-24, 22:20

البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس» 11223 البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس» 11223 البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس» 11223 البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس» 11223
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة البنفسج
¤©§][عضو فضي][§©¤
¤©§][عضو فضي][§©¤
زهرة البنفسج


مشرفة عامة
البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس» Sans_t13
إحترام قوانين المنتدى البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس» 111010
الدولـة : اليمن
مهنتي : طالب
هوايتي : غير معروف
الجـنس : انثى
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 797
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 1132
تاريخ التسجيل : 14/07/2010
أوسمتي :
البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس» Caeaco11البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس» 1a5c2483211aالبعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس» Cacuea10
البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس» Aoca_c11









البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس» Anso10
_________________________
Composed/Posted with WYSIWYG BBCode Editor


البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس» Empty
مُساهمةموضوع: رد: البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس»   البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس» I_icon_minitime2010-09-25, 20:46

البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس» 17342_1150532884
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس»
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس
» بيت القصيدة : في بست نت
» اشعة الشمس واضرارها
» مناضره بين الشمس والقمر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى بست نت :: المنتدى :: قسم الثقافة-
انتقل الى: