الخطابة في الإسلام
إنناحريصون على امتلاك المقدرة على الإقناع بالحق وليس بالباطل أو الخداع أو التلاعب بالألفاظ ، وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله : " إنكم تختصمون إليَ ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض فمن قضيت له بحق أخيه شيئا بقوله . فإنما أقطع له قطعة من النار فلا يأخذه " رواه البخاري عن أم سلمة
الخطابة في الإسلام تعتبر عنصر أساسي من عناصر التبليغ والثقافة ، وقد اشتهر في الجاهلية سوق ( عكاظ ) حيث كان يقف الخطباء والشعراء ويلقون مابجعبتهم من أشعار ومقالات أدبية ، ومنهاشتهرت المعلقات الشعرية المعروفة .
إن أول خطبة نبوية ألقاها النبي صلى الله عليه وسلم كانت حين أمره الله تعالى بأن ينذر عشيرته الأقربين فصعد الصفا و ألقى أول بيان إعلامي واستمر في الخطابة إلى آخر أيامه حيث لخص أهم تعاليم الإسلام في خطبة الوداع ، وفيها :
" إن دماءكم و أموالكم وأعراضكم حرام عليكم ، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ألا هل بلغت ؟ " .
سبحان الله لأهمية وروعة فن الخطابة حتى أن البعض كانوا يرون بعض الخطب والأشعار لكأنها السحر من شدة تأثيرها في السامعين ، فقد روي الإمام البخاري عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه قدم رجلان من المشرق فخطبا ، فعجب الناس لبيانهما ،فقال الحبيب صلوات الله عليه وسلامه : " إن من البيان لسحرا " .
وهذه بعض من الآيات قرآنية تدعوا للخطابة وإتقانها وتصف حال الرسل وبلاغتهم :
قال تعالى عن داود عليه السلام : ( و آتيناه الحكمة وفصل الخطاب ).
وقوله تعالى على لسان موسى عليه السلام :
( و أخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون ) " القصص 34 "
ومن الأحاديث النبوية :
قول عائشة رضي الله عنها : " كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاما فصلا يفهمه كل من سمعه " رواه أبو داود .
يقول الحكماء : كلمتك في فمك أنت تملكها فإذا خرجت ملكتك
كل شخص مختلف عن الآخر والاختلاف تميز لذلك لا تقلد
يقولون عن الخطابة : أن تقول فلا تبطئ و أن تصيب فلا تخطئ
ملاحظة : من كتاب فن الالقاء الرائع د . طارق السويدان